ومن البديهي أن لا يكون أداء الأشخاص ذوي تقدير الذات المنخفض جيدًا في الحياة، فنجدهم يتعاملون
مع بعض الأمور بعدم ثقة على الرغم من أنهم قادرين تمامًا على القيام بها باحترافية. لهذا فإن الثقة بالنفس تعتبر الأساس الراسخ لتقدير الذات، فهي تعطي الفرد ثقة إضافية تجعل يفرق بوضوح بين النجاح والفشل.
كيف إذًا
يمكنك غرس شعور تقدير الذات في نفسك؟
علينا أن نفرق هنا بين الثقة بالنفس والغرور فإذا كنت
تنظر لنفسك على أنك شخص مهم وبارز في مجال عملك، فهذا ليس ثقة بالنفس أو تقدير الذات، بل هو غرور، وكما يعلم الجميع فالغرور هو خصلة خطيرة تولد ثقة زائفة، كثيرًا ما تصبح مصدرًا للمشاكل.
ما تحتاجه هو تقدير الذات الصحي، وهذا يعني أنه يجب أن تنظر إلى نفسك كفرد على قدم المساواة مع أقرانك، لست أفضل من أحد أو أقل من أحد، وانظر
إلى جميع الأمور بإطار ذهني إيجابي. تقدير الذات الصحي يعني أيضًا أنك قادر على التفريق بين التواضع وطمس الذات، بين الثقة والغرور و بين الرضا عن الذات والعجرفة.
للقيام بذلك يجب أن تتعلم قبول نفسك بقوتك وضعفك، وتتقبل أنك ستمر بأيام
جيدة وأيام
أخرى سيئة. يجب أن تتعلم أن تتأقلم مع الجيد والسيئ، والأهم من ذلك، يجب أن تؤمن بالقول السائد أن هناك دائمًا ضوء في نهاية النفق، فذلك سوف يمنحك الثقة بالنفس التي يحتاجها كل شخص في لحظاته السيئة وهذا هو تقدير الذات.
إن
الذين يتذمرون طوال الوقت لا يمكن أبدًا أن يشعروا بالسعادة، وهذا الشيء نفسه ينطبق على أولئك
الذين يلقون باللوم على غيرهم، فهم يستهلكون طاقاتهم في المشاعر السلبية ويقعون في دوامة من المشاعر تسحبهم أكثر فأكثر حتى يفقدوا
كل ما له علاقة بتقدير الذات والثقة بالنفس.
لا تسمح للأخطاء أو الفشل أن يسيطر عليك.
وبالمثل، لا تسمح للشعور بالذنب أن يتغذى على سعادتك. تقبل أخطائك فذلك سيجعلك تشعر بتحسن كبير. يجب أن نتذكر دائمًا أننا نفقد تقدير الذات عند محاولة الهرب من الصعوبات والتحديات. مثل هذا السلوك يشعرنا بالضعف، بينما ترتفع الثقة بالنفس عندما نتغلب على موقف صعب.
كثير من الناس يشعرون بسعادة كبيرة من إنجازاتهم، فنجد أن تقدير الذات يرتفع لديهم عندما يكونون في صحبة أشخاص يقدرون ويعترفون بنجاحهم. بينما نجد نفس تقدير الذات يهبط لمستوى متدني عندما
يكونون
في
مجموعة
لا تقابلهم بنفس الدرجة من الدفء، وبالتالي يشعرون بالتعاسة
والإهمال وبالتالي يتجنبون الاختلاط بأفراد تلك المجموعة، قد يتسبب هذا الهروب
بتدمير تقدير الذات
حتى
يصبح الشخص وحيدًا ومحبط مما يؤثر على
عمله
المهني
في
نهاية المطاف.
لتحسين تقدير الذات
الخاص
بك،
تحتاج
أيضًا
إلى
أن
تكون
عادلًا مع نفسك. في كثير من الأحيان يلجأ البعض إلى القسوة على أنفسهم عندما تسوء الأمور ويستغرقون بجلد الذات ويسمحون
بالذنب
أن يستهلكهم حتى يصلون إلى حالة من
الاكتئاب. قد يكون الخطأ الذي ارتكبوه أثر سلبًا على عائلتهم أو عملهم، لكن
الإفراط
في
رد
الفعل لن يغير من الأمور شيئًا، ويجب هنا تفعيل الحكمة والتصرف بإنصاف، فجلد الذات هو أسوأ
شكل
من
أشكال
الهزيمة، حيث إنه يضعف الشخص ويدمر تقديره لذاته.
سهير الحاج
كوتش تنفيذي ومهني
Suhair Alhaj
Executive/Career Coach
Click here to get a free Zoom session with Suhair
No comments:
Post a Comment