حب الذات، كلنا سمعنا عنه
ونُصحنا بالقيام به، ولكن ماذا يعني حقًا؟
هل حب الذات شيء يجب أن تظهره للعالم لإثبات أنك بصحة جيدة، أم أنه جهد
شخصي يتحول إلى أمر تلقائي بالممارسة؟
حب الذات، عند أدائه بشكل صحيح، هو واحدًا من أهم التغييرات التي ستعود
عليك ومن حولك بالمنفعة وسيؤثر على جودة حياتك بشكل إيجابي. فهو يشمل المسامحة
والغفران والشعور بالامتنان وتقبل العيوب وعدم جلد الذات. حب الذات هو رحلة تبدأ
بخطوة ومثل أي رحلة، هناك طرق خاطئة وطرق صحيحة للوصول إليه.
لماذا أصبح حب الذات أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى؟
يبدو أن الجميع يتحدث عن حب الذات في هذه الأيام فأغلبنا سمع جملًا مثل
"أحب نفسك أكثر!" أو "إذا كنت تحب نفسك فعلًا، فلن تبادرك
الأفكار السلبية"، أو "كيف لشخص آخر أن يحبك إذا لم تحب نفسك
أولا؟"
ولكن لماذا الآن؟
هناك من قد يقول أننا أصبحنا نفكر كثيرًا في أنفسنا، ولكن في الحقيقة الحاجة إلى
حب الذات هي رد فعل على العالم الحديث الذي أنشأناه من حولنا، وهناك بعض الأسباب
لتفسير سبب حاجتنا إليه الآن أكثر من أي وقت مضى.
1.
أصبح لدينا وقت فراغ
أكثر من أي وقت مضى:
قد لا يبدو الأمر
كذلك، لكن العالم الحديث منحنا حرية الوقت التي لم يكن أجدادنا يحلمون بها. بسبب
التكنولوجيا والابتكار، أصبح مقدار وقت الفراغ لدينا أكبر من أي وقت مضى. فلم
يعد علينا قضاء معظم أيامنا في الزراعة والصيد والتأكد من أن لدينا إمكانية
الوصول إلى الضروريات الأساسية للحياة. نحن أكثر تعليمًا، ولدينا فرص عمل أكبر
وأكثر تعقيدًا، ولدينا حياة مريحة أكثر مما مضى. أخيرا أصبح لدينا الحرية في
النظر إلى الداخل وفهم الذات على نطاق واسع، فنحن نعيش في ثقافة تسمح الآن
للجميع بحياة أفضل.
2.
نحن نفقد
هويتنا أكثر من أي وقت مضى:
في حين أن العصر الرقمي قد جلب مستوى من التواصل لم يشهده العالم
من قبل، إلا أننا بدأنا نفقد هويتنا الحقيقية لهويتنا الرقمية والافتراضية. لقد أصبحنا منعزلين عن الواقع ونفتقد الروابط الاجتماعية التي
أعطتنا ذات يوم معنى وهدفًا وبالنسبة للكثيرين منا، فإن هويتنا الاجتماعية بدأت
تنحسر بينما نحن نحاول فهم العالم من حولنا وأصبح ترك بصمتنا فيه أكثر صعوبة.
حب الذات هو أحد الإجابات التي يمكن أن تساعدنا في العثور على موطئ قدم لنا في
هذا العالم الجديد والغريب الذي أنشأناه.
الطرق الخاطئة التي يتصرف بها الناس بدافع حب الذات:
لقد أصبحت فكرة حب الذات متأصلة في الثقافة الحديثة ولكن مالذي يحدث فعلًا في
الداخل، ماهي التغييرات والاعتبارات التي يجب على الشخص أن يعرفها حتى يصبح حب
الذات أداة تغيير للأفضل؟
هناك أخطاء حاسمة في كيفية تفسير ثقافة حب الذات التي يجب أن نكون على علم بها
وتجنبها ومن أهمها المبالغة في التعويض عن عدم حبنا لأنفسنا بما فيه الكفاية
والشعور بحاجتنا للقيام بالكثير، بسرعة كبيرة جدًا.
حب الذات لا يتعلق بالسعادة فقط:
حب الذات يبدو سهلًا جدًا في الأفلام والمحاضرات النظرية، فكل ما عليك
فعله هو التخلي عن الأفكار والمشاكل، والبعد عن الأشخاص الذين يسببون
التوتر في حياتك، واستبدال ما يكدرك بمصادر الفرح والسعادة. في الحقيقة، فإن
التغيير الحقيقي والأصيل ليس بالأمر السهل، سيكون هناك العديد من اللحظات التي
قد ترغب بها في الاستسلام، حيث قد تقنع نفسك أن محاولاتك في حب الذات لا معنى
لها وصبيانية وغبية، وأن العالم صعب وقاس ويجب أن تتعلم التعايش معه فقط.
في الحقيقة حب الذات ليس عن السعادة إنما يتعلق بفهم ذاتك وتجنب جلدها
وقبول محاسنك ومساوئك وتحسين جودة الحياة بعيشها بما يتوافق مع قيمك ومبادئك
والقبول والرضا بالدور الذي تلعبه طالما أنك تعرف أنك تبذل قصارى جهدك، حتى إن
لم يتوافق ذلك مع توقعات الآخرين منك.
الأمر لا يتعلق بالسعادة أو المتعة أو الرفاهية بل يتعلق بالقبول والرضى
والسلام.
حب الذات ليس مرحلة بل رحلة ستستمر مدى الحياة، وستشكلك وتتشكل مع نموك وتغيرك.
وأخيرًا، إليك شيء واحد مؤكد: حياتك ستكون أغنى بكثير بالعيش مع حب الذات
من العيش بدونه.
أتمنى لك رحلة سعيدة ممتعة إلى حب الذات.
طوّر قوتك الشخصية
يسعدني
أن أعلمك عن برنامجي الخاص باكتشاف الذات
إن كنت تشعر بأنك عالق..
تريد تغيير حياتك للأفضل، ولكن لا تعرف كيف تبدأ..
ترغب في خلق بداية جديدة في حياتك...
إن كنت هذا الشخص، وهذا ما ترغب
به حقّا اضغط هنا للحصول على جلسة استكشافية مجانية
قناتي على التلجرام أجمع بها كل ماهو
مفيد من هنا وهناك
سهير الحاج كوتش تنفيذي ومهني ولايف كوتش
|
No comments:
Post a Comment